الأحد، 7 نوفمبر 2010

من فضلك ... في دور

أمبارح حصلي موقف ... عادي جدا و ساعات بيحصل لناس كتير كل يوم ممكن تشوفه في كل يوم كذا مرة.
كان عندنا موعد في مدرسة أبني وكل واحد ليه وقت محدد المفروض ييجي فيه والحمد للة وصلنا في الموعد المحدد وأول الباب متفتح علشان علي قبلنا يخرجوا فوجئنا بواحدة ست دخلت بسرعة مع أن ده الموعد بتاعنا وكمان احنا جايين الأول !! مدرسة الفصل اجنبية من انجلترا وطبعا استغربت جدا من الموقف وقالت للست تطلع بره علشان ده دورنا وفعلا طلعتها بره واحنا دخلنا !! إيه بقى منظر الست دي قدام ابنها ؟! أكيد الولد استغرب أكيد حس ان مامته عملت حاجة غلط .

ممكن حد معندوش دم من الناس دول ... يفهمني هو ليه كده ؟!؟!؟!؟!؟!؟

واحد صاحبي حكالي موقف غريب جدا في مطار القاهرة والدنيا زحمة شوية وال ناس واقفة طابور وفجأة ظهر واحد شكله محترم بس للأسف راح وقف أول الطابور ولا كأن في طابور أصلا ! فـصاحبي قالوا لو سمحت حضرتك في طابور فـالرجل طنش وفضل واقف .... فـصاحبي قالوا تاني ان في دور وطابور فـالرجل ولا كانوا سمع حاجة ... راح صاحبي ماسك شنطة الراجل و راح راميها آخر الطابور ... عارفين الراجل عمل إيه ؟! .... راح واخد الشنطة ووقف أخر الطابور !



يقول الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله -
حدثني رجل قال: كنت في لندن ،فرأيت صفا طويلا من الناس يمشي الواحد منهم على عقب الآخر ممتدا من وسط الشارع إلى اخره
فسألت فقالوا أن هنا مركز توزيع وأن الناس يمشون اليه صفا كلما جاء واحد اخذ آخر الصف فلا يكون تزاحم ولا تدافع ولا يتقدم احد دوره وتلك عادتهم في كل مكان على مدخل الكنيسة وعلى السينما وأمام بائع الجرائد وعند ركوب الترام أوصعود القطار .
قال: ونظرت فرأيت في الصف كلبا في فمه سله وهو يمشي مع الناس كلما خطو خطوة.. طا خطوة لايحاول أن يتعدى دوره أو يسبق من أمامه ولا يسعى من وراءه ليسبقه ولا يجد غضاضة أن يمشي وراء كلب مادام قد سبقه الكلب .
فقلت ما هذا ؟ قالوا كلب يرسله صاحبه بهذه السلة وفيها الثمن والبطاقة فيأتيه بنصيبه من الإعاشة .
لما سمعت هذه القصة خجلت من نفسي أن يكون الكلب قد دخل النظام وتعلم اداب المجتمع
أعتقد كده لما نقول ان الناس علي بتستهبل وتعمل نفسها ناصحة وتاخد دور حد تاني دي ناس ولاد كلب يبقى لازم الكلب يزعل !!

الجمعة، 29 أكتوبر 2010

رفاهية الاكتئاب

عنوان غريب ... بس واقعي .... إذا ماكنتش غني وعندك فلوس فـإنت حالك مثل حال معظم الناس ... متقدرش تعبر عن إللي بتحس بيه ... سواء كان أحساس حلو أو وحش غالبا مبتقدرش تكون على طبيعتك وتطلع الاحساس ده !
لو إنت في الجامعة ولا في شركة ولا في أي مكان وحظك الوحش وقعك في حب واحدة وحظك الوحش كمان إنك كويس وابن ناس كويسين (ناس كويسين هنا معناه ناس محترمين بس ... مفيش فلوس) وحظك الوحش تاني خلاها تاخد بالها منك وتعجب بيك وتحبك ... دلوقتي جت المشكلة لأنك حتعود تحسبها 100 مرة وتلاقي ان الموضوع مقفل في ال 100 مرة دول 200 مرة .. وتبدأ تكتم في نفسك وتهرب تختفي في أي حتة وبتلاقي نفسك مخنوق لأنك مش عارف تقول إنت حاسس بايه. ده مثال بسيط لحاجات تانية كتير مع ناس اكتر.والخلاصة من الحكاية أنك لو عندك أحساس حلو مش حتعرف تعبر عنه ... طيب إيه المشكلة ماهو ده عادي من زمان وال ناس متعودة عليه....
المشكلة دلوقتي أنك تلاقي نفسك مش عارف كمان تعبر عن الأحساس الوحش ... ليه ؟ لأن دي رفاهية أمثالي و أمثالك مايقدروش عليها ... زي إيه ؟ زي الأكتئاب .. تخيل إنك مش قادر تبقى مكتئب ! ..... طبعا مش مصدق ... طيب تعالى
يعني إيه اكتئاب ... يعني إنك تعمل stop لحياتك لفترة صغيرة أو كبيرة يعني متروحش شغلك ... تقفل موبايلك ... تطلع تمشي لوحدك ... تروح الشاليه بتاعك في الساحل في الشتاء ... تطلع على الشقة التانية المقفولة وتقعد هناك ...
أنا عن نفسي ماقدرش أعمل ولا حاجة من دول يعني ماقدرش اكتئب ... أولا مش حتلاقي حتة تانية تروحها غير بيتكم وكمان متقدرش متروحش شغلك لانك معندكش دخل تاني ... وحتقابل كل يوم 100 واحد يقولك مالك ...
أدعي بقى ربنا يكرمك وتبقى غني وتعرف تكتئب :)

السبت، 23 أكتوبر 2010

رجعت تاني أكتب ..

بعد لما بدأت المدونة وقفت كتابة فترة طويلة مش عارف ليه ... بس كل شوية بلاقي الدنيا بتبقى أصعب من الأول وزي أي أنسان عادي الواحد بيلاقي معنوياته يوم في الأرض ويوم في السما. ساعات لما بأبقى محبط أوي بلاقي نفسي بأكل كتير ... بأكل حاجات غريبة .... مابصليش ... مش بخرج ... مش عايز اكلم حد ... بتنرفز بسرعة .... مش بعرف أنام ... بنام في أوقات غريبة .... بفتكر الناس علي بحبهم ومش موجودين .... بفتكر كل الإحباطات علي حصلتلي وكل القرارات الغلط علي اختارتها.
بس بعد كل مرة بلاقي أن الدنيا مش مستاهلة وكده كده حتعدي ... بالطول ولا بالعرض ... .... بحلوها ومرها ... بناس حلوين وناس وحشين ... باحباطات ونجاحات .... حتعدي حتعدي واحنا مفيش في أيدينا حاجة يعني لو اكتأبت ولا تفائلت ولا زعلت ولا فرحت مش حتفرق.
أنا حكتب تاني حتى لو حاجة قصيرة .... حتى لو موقف .... حتى لو كتبت كذا مرة كل يوم ...

الاثنين، 31 أغسطس 2009

مفيش فايدة ... الله يرحمك يا سعد باشا


هل فعلا قالها سعد زغلول باشا .... مفيش فايدة ؟؟


وإذا كان قالها فعلا ... يا ترى قالها في أي موقف ... هل قالها لما حس أن مفيش فايدة في مصر والمصريين ... ولا لما حس أن مفيش فايدة من مقاومة مرض الموت ؟؟؟


توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927 ... طيب ده كان أيام لما كان الناس معظمهم محترمين ... يا ترى سعد باشا لو موجود دلوقتي كان قال إيه !!
80% من الناس زمان كانوا محترمين وفي 20% مش كويسين .... دلوقتي تقدر تقول ان 80% من الناس بقوا زبالة وال 20% الباقيين كويسين.
زمان كل أسرة كانت بتجيب 9-10 أطفال وبيربوهم كويس ... دلوقتي يادوب الأسرة بتجيب طفل ومحدش فاضيله والطفل حاجة من اتنين .. يا مع الخدامة يا مع "البلاي ستشن" والانترنت

زمان كان الجيران اللي في نفس الشارع كلهم عارفين بعض كويس و كل جار عارف حتى قرايب جيرانه وفي كمان ناس مركزة مع الجيران في الشوارع إللي جنبهم .... دلوقتي في جيران في نفس الدور في العمارة حتى مش بيسلموا على بعض.

أيامها كانت الناس بتصحى الصبح تقول لبعض "نهارك سعيد" أو "صباح الخير" ... دلوقتي الصبح الناس بتقول لبعض "صبح تاتا ...اتنين في تلاتة" أو "صباحو قشطة" ....

يا ترى لو كان سعد باشا موجود دلوقتي كان حيقول إيه ؟

كان برضه حيقول وبالفم المليان "مفيش فايدة" ........ بس بطريقة اليومين دول "كبر دماغك" أو "فكك"

السبت، 29 أغسطس 2009

سلام مع النفس



في ظاهرة غريبة وهي أن زيادة منحنى التدين في مجتمعنا يتبعه زيادة أكبر في منحنى أنحطاط أخلاق الناس (مع أن المفروض العكس)... والناس أصبح عندها حالة انفصام شخصية وبمعنى أصح حالة فصل .... فصل الدنيا عن الدين ... يعني الناس تعبد ربنا .... وبعد كده كل واحد يعمل إللي هو عايزه .... الله يرحم أيام زمان كان فيه برنامج أسمه "دنيا ودين"

مثلا تلاقي واحد لسه مصلي الظهروكمان ركعتين سنة وكمان كمان شوية أذكار وتسبيح يعني ولي من أولياء الله الصالحين .. والرجل ده بعد ساعة رايح يقبض رشوة ... في واحد فيكم بيسأل نفس الراجل ... بقوله أيوه نفس الراجل. وده إللي أنا عرفت بعد كده أن أسمه "سلام مع النفس".

بعد مرحلة السلام مع النفس .... تيجي بقى مرحلة روحانية أعلى وهي "التحليل" ودي حالة بتجي للناس اللي بنقول عليهم متأدينين أو مدعين الدين ودول بيكون عندهم قدرة عجيبة على فلسفة الأمور وعبقرية فذة في أقناع الاخرين أن أحط درجات الحرام هو الحلال البين وأن اسمى درجات الحلال هو ابشع الحرام ..... فـكل موقف ليه عندهم أبعاد دينية متشعبة لا يراها غيرهم وطبعا ده مدعوم بمجموعة من السور القرأنية والأحاديث والأقوال المأثورة.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا أتباعه .... وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه ..... امين

لماذا .... تأملات في الناس؟؟


سبب أختياري للعنوان ده للمدونة أنه مشابه لكتاب قريته أسمه "تأملات في الإنسان" للأستاذ رجاء النقاش وده كتاب بيتكلم على مجموعة مواقف حصلت للكاتب نفسه وبيوضح التناقضات اللي موجودة في النفس البشرية.
الأسم اللغة الانجليزية "Reflections on the People" وده اللي جاي منه أسم المدونة "ROPeople.Blogspot.Com"

وهو ده بالظبط موضوع المدونة دي .... الواحد في حياته بقى يشوف حاجات غريبة من الناس. زمان كان لما حد بيعمل تصرف غريب أو مش مفهوم والتصرف ده كان بيضرك ... لما تعد تفكر شوية في التصرف ده.... كنت بتلاقي ان الشخص ده ضرك علشان هو يستفيد أو علشان مصلحته ... دلوقتي الناس ممكن تتصرف بطريقة غريبة تضرك من غير مهما يستفيدوا حاجة ... ضرر للضرر.

الحاجات اللي تحرق الدم دي مبقتش من ناس معينين أو ناس من مستوى معين أو أبناء مهنة محددة أو ناس ليهم نفس الجنسية ... التصرفات دي بقت من معظم الناس ... الحاجات دي كمان ملهاش أماكن محددة وممكن تشوفها في الشارع أو المدرسة أو الشركة أو حتى أماكن العبادة.

وأنا عامل المدونة دي علشان أفضفض وأحكي .... علشان أعاتب حد أنا مش عارف هو مين .... أنا فعلا مش عارف مين السبب في أن الناس كده .... وطبعا مش عارف ليه الناس اصلا كده....

ومسمي نفسي عابر سبيل .... الاسم ده حبيته من فيلم أمير الأنتقام لما أنور وجدي رجع ينتقم من الناس إللي خانوه بعد أما هرب من السجن وكمان الأسم ده هو أكتر أسم ممكن يعبر عن واحد حاسس إنه بقى غريب في الدنيا دي وغريب عن الناس اللي فيها وكمان غريب عن الأماكن إللي أنا موجود فيها.

الجمعة، 28 أغسطس 2009

أمي الحبيبة ... الله يرحمك



أنا حبيت أن أول حاجة أكتب عنها بعد أنشاء المدونة هي "أمي" .... اتوفت من سنة تقريبا بمرض السرطان

كانت حنينة قوي .... حنينة على كل الناس .... علمتنا حاجات كتير .... كانت بتجي كتير أوي على نفسها .... أكبر حلم ليها كان أنها تشوفنا كويسين ... كانت طيبة أوي مع الناس .... دايما كنا بنقولها بلاش الطيبة دي مع ناس متستاهلش .... كانت عمرها ماتحرج حد ....

أكتر حاجة كنت باستغربها أن كان عندها قوة تحمل غريبة ....
زمان لما كنت أتأخر ...قبل مايكون في موبيلات .... كانت ممكن تقف مستنية في الشباك 5-6-7 ساعات ورا بعض ويمكن أكتر لحد أما أوصل ... طبعا بعد ماتكون اتصلت بكل بيوت أصحابي علشان تشوفني عندهم ...... دايما وأنا راجع متأخر كنت بشوف ظلها من ورا الشباك .... الظل بيختفي أول أما تلمحني عند أول الشارع ..... كانت بتروح تستناني عند الباب علشان تديني كلمتين ... طبعا من ورا قلبها .... دلوقتي وأنا راجع متأخر ... ببص على الشباك .... مفيش ظل .... مفيش ظل بيتحرك .... مفيش حد عند الباب بيزعق ..... مفيش ماما .....

عشت مع أهلي في نفس البيت 23 سنة .... بعدها أشتغلت وأتجوزت وسافرت ..... أمي اتوفت وأنا عندي 33 سنة .... لمدة 10 سنين لازم كانت تكلمني كل يوم حتى آخر 6 سنين عيشتهم بره مصر ..... كانت لازم تسمع صوتي كل يوم ..... لو غبت عنها في الرد أو كنت مشغول ومردتش عليها .... كانت تعاتبني .... تقولي .... "رد عليا ... قول أنا كويس بس واقفل الخط" ..... كنت بزعل أوي من نفسي ... بس في نفس الوقت بحب برده قلقها عليا ..... أختي بتحكيلي أنها كانت بتتجنن لو عدى يومين تلاتة متكلمناش .... من أكتر الحاجات اللي ندمت عليها أني ماسجلتيش أي مكالمة تليفون بيني وبينها ..... ياااااااااه ...... غباء ...... أزاي مجاش في بالي .... ياااه .... بتخيل دلوقتي لو كنت مسجلها .... باسمع صوتها .... "ازيك يا حبيبي .... وحشتني أوي .... ...... لا إله إلا الله ... محمد رسول الله "

آخر مرة كلمتها ....كانت على التليفون ....تاني يوم .... رجعت مصر .... الحمد للة شفتها ... ساعة واحدة بس .... كانت على السرير في المستشفى ... كانت لابسة روب أخضر بتاع العمليات .... جسمها واصل بأجهزة طبية كتير ... بحاول أفهم أي حاجة من الأجهزة .... بحاول أتخيل كل جهازطبي واصل بأي جهاز في جسمها .... مش عارف .... كل الناس الموجودة نظرة عينيهم بتقول " البقاء لله .. ربنا يصبركم" .... دموعي بتنزل غصب عني .... مش بحب اعيط قدام حد .... قربت منها ... طبطبت عليها .... مسحت بأيدي على جبينها .... قربت من ودنها ... سلمت عليها ... اتاسفت لها إني أتأخرت ... للأسف مردتش ....فضلت ماسك إيديها .... بعد 6 ساعات ...الساعة 12 مساءا ... استقبلنا خبر وفاتها من المستشفى .... دخلنا نشوفها .... على وشها ابتسامة جميلة .... كان معايا مصحف ... قريت لها قرآن .... روحنا البيت ... تاني يوم .... روحنا الصبح بدري .... مش قادر أنسى أول أوضة رحناها ....يافطة سودا مكتوب عليها بخط أبيض "ثلاجة الموتى" ... بعد كده .... غسل ....كفن ..... شهادة وفاة..... صلاة جمعة .... صلاة جنازة .... دفن ... رجعنا البيت .... إيه ده .... كنا فاكرين أننا خلاص عدينا الصعب ..... ماكناش عارفين أن الصعب ابتدى دلوقتي .......كلمة واحدة بس .......... الفراق