الجمعة، 28 أغسطس 2009

أمي الحبيبة ... الله يرحمك



أنا حبيت أن أول حاجة أكتب عنها بعد أنشاء المدونة هي "أمي" .... اتوفت من سنة تقريبا بمرض السرطان

كانت حنينة قوي .... حنينة على كل الناس .... علمتنا حاجات كتير .... كانت بتجي كتير أوي على نفسها .... أكبر حلم ليها كان أنها تشوفنا كويسين ... كانت طيبة أوي مع الناس .... دايما كنا بنقولها بلاش الطيبة دي مع ناس متستاهلش .... كانت عمرها ماتحرج حد ....

أكتر حاجة كنت باستغربها أن كان عندها قوة تحمل غريبة ....
زمان لما كنت أتأخر ...قبل مايكون في موبيلات .... كانت ممكن تقف مستنية في الشباك 5-6-7 ساعات ورا بعض ويمكن أكتر لحد أما أوصل ... طبعا بعد ماتكون اتصلت بكل بيوت أصحابي علشان تشوفني عندهم ...... دايما وأنا راجع متأخر كنت بشوف ظلها من ورا الشباك .... الظل بيختفي أول أما تلمحني عند أول الشارع ..... كانت بتروح تستناني عند الباب علشان تديني كلمتين ... طبعا من ورا قلبها .... دلوقتي وأنا راجع متأخر ... ببص على الشباك .... مفيش ظل .... مفيش ظل بيتحرك .... مفيش حد عند الباب بيزعق ..... مفيش ماما .....

عشت مع أهلي في نفس البيت 23 سنة .... بعدها أشتغلت وأتجوزت وسافرت ..... أمي اتوفت وأنا عندي 33 سنة .... لمدة 10 سنين لازم كانت تكلمني كل يوم حتى آخر 6 سنين عيشتهم بره مصر ..... كانت لازم تسمع صوتي كل يوم ..... لو غبت عنها في الرد أو كنت مشغول ومردتش عليها .... كانت تعاتبني .... تقولي .... "رد عليا ... قول أنا كويس بس واقفل الخط" ..... كنت بزعل أوي من نفسي ... بس في نفس الوقت بحب برده قلقها عليا ..... أختي بتحكيلي أنها كانت بتتجنن لو عدى يومين تلاتة متكلمناش .... من أكتر الحاجات اللي ندمت عليها أني ماسجلتيش أي مكالمة تليفون بيني وبينها ..... ياااااااااه ...... غباء ...... أزاي مجاش في بالي .... ياااه .... بتخيل دلوقتي لو كنت مسجلها .... باسمع صوتها .... "ازيك يا حبيبي .... وحشتني أوي .... ...... لا إله إلا الله ... محمد رسول الله "

آخر مرة كلمتها ....كانت على التليفون ....تاني يوم .... رجعت مصر .... الحمد للة شفتها ... ساعة واحدة بس .... كانت على السرير في المستشفى ... كانت لابسة روب أخضر بتاع العمليات .... جسمها واصل بأجهزة طبية كتير ... بحاول أفهم أي حاجة من الأجهزة .... بحاول أتخيل كل جهازطبي واصل بأي جهاز في جسمها .... مش عارف .... كل الناس الموجودة نظرة عينيهم بتقول " البقاء لله .. ربنا يصبركم" .... دموعي بتنزل غصب عني .... مش بحب اعيط قدام حد .... قربت منها ... طبطبت عليها .... مسحت بأيدي على جبينها .... قربت من ودنها ... سلمت عليها ... اتاسفت لها إني أتأخرت ... للأسف مردتش ....فضلت ماسك إيديها .... بعد 6 ساعات ...الساعة 12 مساءا ... استقبلنا خبر وفاتها من المستشفى .... دخلنا نشوفها .... على وشها ابتسامة جميلة .... كان معايا مصحف ... قريت لها قرآن .... روحنا البيت ... تاني يوم .... روحنا الصبح بدري .... مش قادر أنسى أول أوضة رحناها ....يافطة سودا مكتوب عليها بخط أبيض "ثلاجة الموتى" ... بعد كده .... غسل ....كفن ..... شهادة وفاة..... صلاة جمعة .... صلاة جنازة .... دفن ... رجعنا البيت .... إيه ده .... كنا فاكرين أننا خلاص عدينا الصعب ..... ماكناش عارفين أن الصعب ابتدى دلوقتي .......كلمة واحدة بس .......... الفراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق